روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | عاصفة المراهقة.. وفرصة رمضان للتغيير!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > عاصفة المراهقة.. وفرصة رمضان للتغيير!


  عاصفة المراهقة.. وفرصة رمضان للتغيير!
     عدد مرات المشاهدة: 2549        عدد مرات الإرسال: 0

تعد فترة المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الشباب والفتيات.

وكذلك أصعب المراحل التربوية التي تواجه الآباء والأمهات في محاولة تقويم سلوكيات المراهق وتوجيهه للطريق الصحيح؛ فهي عند بعض التربويين تعتبر همًّا كبيراً.

حيث يجد المراهق نفسه فجأة أمام تغييرات جسدية ونفسية وهو يجهل كيف يتعامل أو يتجاوب مع هذه التغييرات.

وللأسف كثيراً ما لا يجد هؤلاء المراهقين تفهماً من الأهل، فالرغبة الحقيقية في فهم الأبناء المراهقين يساعد على نجاح الآباء والأمهات في التعامل معهم.

وفي رمضان فرصة عظيمة لفتح صفحة جديدة بين الآباء والمراهقين، ففي هذا الشهر يلتزم المراهق بالصوم وبعض الطاعات التي تعينه على التقليل من حدة بركان الثورة! !

وهنا تقول فاطمة الدميري:  " أعتقد أن الخروج من أزمة المراهقة لمرحلة الشباب ستكون آمنة إذا تقبل الآباء سخط المراهقين وتعاملوا معهم بطول البال والتسامح.

وألا يدققوا على كل تصرفات الأبناء فيمررون ما يمكن تمريره، وعلى الوالدين تقدير متى يجب الفهم، ومتى يجب التغاضي. ومن الأفضل ألا نتوقع من المراهق الكمال؛ فنتعقب أخطاءه لكي نصوبها دائمًا.

ويتفق معها محمود ناصر: " رمضان فرصة عظيمة لتربية المراهقين بشكل هادئ في ظل جو الروحانيات والإيمانيات التي تعم الأسرة في هذا الوقت، ويجب تشجيع المراهق لأداء الطاعات، وعدم نهره إذا امتنع عن بعضها ففي هذا كسره وغرس الإحباط فيه".

أما ناهدة فهمي فلها رأي مختلف حيث تقول: " المراهق لن يتعلم استغلال أيام رمضان إلا إذا كان قد تربى عليها فعلياً منذ الصغر، فإن قصّر الآباء والأمهات في الصغر، لن يستطيعوا فعل شيء في سن المراهقة، فالشاب أو الفتاة إن لم يغرس فيهما أهمية وحرمة رمضان، لن يستفادوا شيئا من رمضان".

القدوة بداية الانضباط:

توجهنا إلى المستشارة داليا الشيمي مدير ومؤسس موقع عين على بكرة للمساندة النفسية والتنمية الأسرية والتي تقول: " تحتاج المراهقة لخبرة في التعامل معها، ومن أهم أسس التقويم التي لابد من اتباعها في تربية المراهق هو تدريبه على الطاعات.

علماً بأن هذا التدريب لا يبدأ في مرحلة المراهقة وإنما يبدأ من الطفولة بتعليم الطفل الحلال والحرام والقواعد المنظمة للحياة الإنسانية، بما يتناسب مع ديننا وتعالميه.

ومن أهم ركائز دعم هذه الأمور لدى الطفل، وجعلها من بين تكويناته ومعيارا أساسيا لحكمه على سلوك ما، سواء كان الوالدان موجودين أو غير موجودين هو القدوة، فكلما رأى الطفل والديه يراعيان الطاعات ويبتعدان عن الحرمات كانا قدوة لأن القدوة من أهم طرق تعلم الطفل.

ومن ثم المراهقة تبدأ منذ اليوم الأول لميلاد الطفل وحتى مع ما تفرضه المراهقة من تغيرات على كل من يدخلها إلا أن الدرع الواقي للمراهق هو تربيته السابقة التي تجنبه الدخول في الكثير من الأخطاء التي يقع فيها غيره بحكم المرحلة العمرية

وكما وضحنا أن الموضوع لا يبدأ من المراهقة وبالتالي لو دربنا الطفل منذ الصغر على التعامل مع رمضان باعتباره ضيفا يغير ملامح الحياة وننتظره لنتخلص من أشياء قد نكون وقعنا فيها فنعلن توبتنا عنها جميعا ونجلس كأسرة نتحدث حول نية كل شخص في التخلص من أمور معينة أو تثبيت شيء معين يقربنا إلى الله فإن كل ذلك سيجعل المراهق يفعل نفس الشيء بحكم التعود على فعل هذا الشئ ويصبح كأنه مدفوع له بحكم التعود.

استغلال روحانيات المراهق:

ويضيف الدكتور رجب أبو مليح الأستاذ المشارك بالجامعة الإسلاميةـ ماليزيا:  " شهر رمضان مدرسة تربوية كبرى لتهذيب السلوك والارتقاء بالأخلاق للمسلمين عامة والمراهقين منهم خاصة، فكما أخبر النبيـ صلى الله عليه وسلمـ الصيام جنة أي وقاية.

فهو وقاية بما تحتمله هذه الكلمة من معان، هو وقاية على مستوى الجسد حيث يخلصه من الدهون ويريح المعدة والجهاز الهضمي من الأعباء التي يسببها كثرة الطعام في غير رمضان، وهو وقاية على المستوى الروحي حيث يضيق منافذ الشيطان، ويهذب النفس لتستقيم على طاعة الله تعالى.

لكن الصيام الذي يهذب النفس ويرتقي بالمراهق بدنيا وروحيا ليس الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر حتى غروب الشمس فحسب فكثير من المسلمين يفعلون هذا ويخرجون من رمضان دون أدنى استفادة، بل يخرج بعضهم من رمضان.

وقد ساء خلقه وانتكس سلوكه فعاد أسوء مما كان عليه قبل رمضان لكننا نقصد الصيام الحقيقي صيام الجوارح عن المعاصي وصيام النفس عن الشهوات وهذا الصيام ينبغي أن يكون مستمرا مع المسلم في نهار رمضان وليله، بل يستمر معه في رمضان وغير رمضان.

أخلاقيات مكتسبة بالتطبيق:

ومهمة الآباء والأمهات أن يستفيدوا من الروحانيات العالية للشباب المراهق في رمضان والاقتراب من الله تعالى وكثرة الطاعات في تهذيب الأخلاق والسلوك والاستمرار بهذه الطاعات طوال العام حتى لو كان معدلها أقل من رمضان.

عليهم أيضا التركيز على الأخلاق المستفادة من هذا الشهر العظيم، والقيم المكتسبة منه وتطبيقها في واقعنا العملي، فرمضان يعلمنا الحرص على الوقت فالإمساك يكون عند أذان الفجر والإفطار يكون عند أذان المغرب ومن يخالف يفسد صيامه فهل استفادنا من هذه القيمة الهامة في حياتنا العملية؟؟

رمضان شهر الصبر، فهل يتحول هذا الخلق إلى صفة ملازمة وثابتة لنا في رمضان وغير رمضان؟ رمضان شهر القرآن والقرآن واجبات وأوامر على المسلم أن يقوم بها طاعة لله فهل يؤثر القرآن في أخلاقنا؟ رمضان شهر الرحمة والمرحمة بالفقراء والمساكين فهل سيظل هذا الخلق معنا طوال العام؟ بكل هذا وغيره يمكننا الإفادة من تقييم وتقويم أخلاق وسلوكيات شبابنا وأنفسنا.
 

الكاتب: تسنيم الريدي

المصدر: موقع آسية